الصلاة و السلام على أشرف المرسليـن ...
الحمد لله وحده نحمده و نشكره و نستعينه و نستغفره و نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ...
...من يهده الله فلا مظل له و من يظلل فلن تجد له ولياً مرشدا ...
...و أشهد ألا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و سلم ...
... و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
...ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الخبير ...
...ربنا لا فهم لنا إلا ما فهمتنا إنك أنت الجواد الكريم ...
...ربي اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ...
...أما بعد ...
...فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى و خير الهدي هديُ سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ...
...و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ...
... فاللهم أجرنا و قنا عذابها برحمتك يا أرحم الراحمين...
أما بعد :
أقدم لكم
***
أحاديث ..لابد من فهمها ..
معلوم أن مبحث الأسما والصفات من مباحث العقيدة والتي ظلت فيها أفهام وزلت فيها أقدام
في هذا الموضوع سأعرض بعض الأحاديث المتعلقة بالصفات والتي قد تشكل على الكثير مما قد يترتب عليه الزلل -لاقدر الله - فيما لو حاول شخص ما فهمها على غير ما هو مقرر من منهج السلف الصالح في هذا المبحث ..
أولا ً / ما أثر عن ابن عباس -رضي الله عنهما - قال :"الحجر الأسود يمين الله في الأرض ,فمن صافحه فكأنما صافح الله، ومن قبله فكأنما قبل يمين الله"
أول إشكالية تقع أن البعض يظنه حديث عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم - وهذا غير صحيح بل هو أثر عن -ابن عباس -رضي الله عنهما- ..
الخطير ..
التوضيح .لمعنى كلام ابن عباس -رضي الله عنهما -
(جملة "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" ليس ظاهرها أن الحجر صفة لله وأنه يمينه حتى يصرف عنه، بل معناه الظاهر منه أنه كيمينه بدليل بقية الأثر ... وهو جملة: "فمن صافحه فكأنما صافح الله، ومن قبله فكأنما قبل يمين الله" فمن ضم أول الأثر إلى آخره تبين له أن ظاهره مراد لم يصرف عنه وأنه حق، وهذا ما يقوله أئمة السلف كالإمام أحمد وغيره منهم، ....)
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى :
فتاوى ابن عثيمين المجلد الأول
( 4 من 380 )
وأما حديث: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض).
فقد قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي ص 397 ج 6 من مجموع ابن قاسم:قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس. قال: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه). وفي ص 44 ج 3 من المجموع المذكور: "صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة الله ولا نفس يمينه، لأنه قال :(يمين الله في الأرض) فقيده في الأرض ولم يطلق فيقل : يمين الله ، وحكم اللفظ المقيد يخالف المطلق. وقال: (فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه)، ومعلوم أن المشبه غير المشبه به" . ا.هـ.
قلت: وعلى هذا فلا يكون الحديث من صفات الله تعالى التي أولت إلى معنى يخالف الظاهر فلا تأويل فيه أصلاً)) ... إنتهى كلام الشيخ رحمه الله
فاللهم يا ذا الجلال والإكرام أسألك بوجهك الكريم أن تدخلنا الجنة بغير سابقة عذاب فنعوذ بوجهك أن نكون من أصحاب النار... اللهم آمين.